الخميس، 15 مايو 2008

الرسائل بين الواقع والمأمول

بقلم: وليد شلبي

لا شك في أهمية رسائل الإمام البنا، التي تمثل فكر الإخوان المسلمين، ومن هنا كان لا بد علينا أن نقف وقفةً صادقةً مع أنفسنا، هل أنزلنا الرسائل منزلتها المستحقة؟ وهل اهتممنا بها كما ينبغي؟ فرسائل الإمام الشهيد ليست لمجرد الإعلام بمدى أهميتها، والترحُّم على كاتبها، أو لمجرد اعتبارها جزءًا من منهج ثقافي تربوي لمستوى دعوي معين، ولكنها هي المحدد الأكبر للثوابت الفكرية للإخوان المسلمين، ولا بد من وضعها في مكانها الصحيح في قلب وعقل وفكر كلِّ مَن ينتمي للإخوان، وكذلك كل من أراد التعرف على الإخوان عن قرب عليه قراءة الرسائل.

فمِنَ المؤسف ألا يهتم بعض الإخوان بمتابعة دراسة الرسائل، وقراءتها والتحجج بكثرة المهام والتكليفات، بل واعتبار أن مجرد قراءة الرسائل يحتاج لتوجيه وتكليف من المربين. إن تقصير بعض الإخوان- للأسف - في مدارسة الرسائل أمر غير مقبول على الإطلاق، ولابد من مواجهة النفس فيه بتقصيرها حتى تصبح من عاداتنا بعد ذلك قراءتها، والاستمتاع بها.

فالرسائل هي الحصن الواقي من الانحراف، والشطط الفكري، وهي الضمان الأكيد بإذن الله لاستمرار الإخوان على مدى العصور بأداء دورهم المنوط بهم، والمحافظة على ثوابتهم دون حيدة عن الطريق، مهما كانت الظروف، أوالعقبات. ولعل من أهم عوامل ثبات فكر الإخوان على مر الأزمان- رغم ما تعرضوا له - هي رسائل الإمام الشهيد. فالرسائل هي المرجع الرشيد الذي ينبغي أن نعود إليه إذا ما اختلفنا في أي رؤية، أو قضية.

هذه ليست دعوة لتقديس الرسائل، أوإنزالها منزلة مقدسة ، لكنها دعوة للاهتمام بها، والتركيز عليها، فنحن في هذا الوقت، وفي ظل الهجمات العاتية على الدعوة، والدعاة في حاجة شديدة لمدارسة الرسائل، ومعايشتها ومجالسة من سمعوها من الإمام الشهيد، أو تتلمذوا على أيديهم، والتتلمذ على أيديهم. وذلك لضمان سلامة الفكر النقي من الشطط، والانحراف.

نحن نريد أن ندرس الرسائل دراسة متأنية، وتفصيلية، ومعرفة الظروف التاريخية التي قيلت فيها، وملابساتها واستخلاص المبادئ، والأسس الفكرية التي أرساها الإمام الشهيد في رسائله، وتلخيصها في شكل نقاط لسهولة عرضها، وتداولها، ومن ثم استرجاعها. وكذلك استخدام وسائل العرض الحديثة كالعروض التقديمية (البوربوينت)، والسؤال المتكرر لأساتذتنا المختصين في دراسة، وتدريس الرسائل، والأخذ منهم، والاستفهام عما قد يستشكل علينا.

ففي ذكرى استشهاد الإمام البنا هذه دعوة نوجهها لقراءة، ومدارسة رسائله مرات، ومرات، ومحاولة فهمها، وشرحها، والسؤال عما يلتبس علينا لترسيخ المعاني، وتوضيحها لنا، وللأجيال القادمة.

ليست هناك تعليقات: