الثلاثاء، 13 مايو 2008

دور الدعاة في نصرة غزة

بقلم: وليد شلبي

إن الداعيةَ إلى الله هو الضمير الحي للأمة الإسلامية، وهو القلب النابض الذي يتحرَّك ويُحرِّك الأمة لنصرة قضاياها وتبصيرها بما يُحاك لها، بل ويتعدى دوره- كما هو معلوم في التاريخ الإسلامي العظيم- ليقود الأمة في كفاحها ونضالها.


فالدعوة إلى الله ليست قاصرةً على العبادات فقط، ولكنها تتعدَّى ذلك لتشمل كل قضايا الأمة، وهذا من صميم الدعوة إلى الله؛ فلا يجوز للداعية أن يتخلَّف عن مناصرة قضايا الأمة المصيرية وتوعية الناس- كل الناس- إلى ما فيه خيرُهم وقيادةِ الجماهير نحو ما يرضي الله.

ولعل من أوجب واجبات الوقت الآن هو نصرة إخواننا المجاهدين المرابطين في غزة، ولا يجوز للدعاة أن يتخلَّفوا عن ركب النصرة، وعليهم أن يتقدَّموا الصف؛ ليتبوءوا مكانتهم الطبيعية، وليكونوا خلفاء حقيقيين لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في قيادة الأمة ومناصرة قضاياها.

فلا ينبغي للداعيةِ أن يَحصر نفسَه في دائرةٍ ضيقةٍ من العبادات والمعاملات فلا يخرجَ عنها ولا يهتمَّ بقضايا أمتِه، فيجب عليه أن يعيشَ ويعايشَ قضايا الأمة بوعيٍ تامٍّ وواضح لكل ما يدور فيها، وعليه أن يعرف المراميَ الحقيقية لدور كل عنصر من عناصر القضايا الآنية.

ولعلنا في هذه الأيام الحَبالى التي نعيشها وقد ادلهمَّت بالأمة الخطوب، وأحاط بها أعداؤها من داخلها وخارجها، لفي أَمَسِّ الحاجة لدور الدعاة في قيادة الأمة كما قادها أسلافهم، وما دور العز بن عبد السلام منَّا ببعيد في قيادة الأمة وتجييشها للدفاع عن مقدساتها في مرحلةٍ من أصعب مراحلها، حتى إن أحد مؤرِّخي الغرب حين أرَّخ لهذه المرحلة وضع سؤالاً واحدًا: "هل ستقوم لدين محمد قائمةٌ؟!!"، وترك الإجابة للتاريخ، وبعد مرور قرابة العامين فقط استعاد المسلمون مكانهم- بفضل الله- بعدة عوامل، كان منها دور الدعاة بطبيعة الحال، فعاد المؤرِّخ الغربي غير المسلم يطرح سؤالاً آخر: "هل سيقف أمام دين محمد أحد؟!!".

إن على الدعاة أن يأخذوا دورَهم في قيادة الأمة وتوجيهها الوجهة السليمة نحو مقاومة المحتل، ومشروعية ذلك، وضرب الأمثال من التاريخ والسِّيَر، وصياغة رأي إسلامي عام يتبنَّى هذه القضايا ويتحرَّك بها ويضحِّي في سبيلها، وأن يتقدَّموا الصفوفَ في كل المناشط المطلوبة؛ لضرب القدوة الصالحة للأمة، ولا بدَّ لهم أن يبيِّنوا للأمةِ عُدَّتنا ودورنا، كما سنحاول في السطور القادمة بيانه.

إن ما يحدث في غزة من مجازرَ وإبادةٍ لإخواننا الفلسطينيين لَيحتاجُ من الدعاة المخلصين وقفةً جادةً يُرضون بها ربهم، وبيانَ أنها قضيةٌ عقائديةٌ في المقام الأول بالنسبة لنا كمسلمين، وبيانَ أن المسلم يتعبَّد إلى الله- سبحانه- بالاهتمام بهذه القضية والتفاعل والتعامل معها، وتوضيحَ أن ما يحدث في قطاع غرة الآن من محاولاتٍ جادةٍ وحثيثةٍ لتركيع المجاهدين وإفشالهم لَهُو رسالةٌ واضحةُ المعالم لخطط الصهاينة ومن يدور في فلكهم لإفشال المشروع الإسلامي ككل!!.

أولاً: بيان حقيقة القضية وكيف أنها عقائدية في المقام الأول:

أهالي غزة ينتظرون من يمد إليهم يد العون لمواجهة الحصار
ونحن كمسلمين نعتبرها أرضًا مقدسةً ووقفًا لنا، ولا يجوز لأي فردٍ- كائنًا من كان- أن يتنازلَ عن شبرٍ منها، كما أننا نعتقد أنه بتمسُّكنا بفلسطين وأهلنا فيها إنما نتقرَّب إلى الله، ونأمل منه المثوبة والرضوان، ولا نفعل ذلك لأي سببٍ مادي دنيوي ضيقٍ زائلٍ.

ثانيًا: الدعم المالي والمعنوي:
فعلى الدعاة بيان ثواب ومكانة البذل وأهمية أن نقدِّمَ كلَّ ما نستطيع من جهدٍ وطاقةٍ ومالٍ لنصرة أهلنا في غزة؛ تقرُّبًا وطاعةًَ لله عز وجل، وعدم الركون إلى الدنيا والشحِّ المطاع، وأن نعتبر أن هذا جزءٌ من جهادنا بالمال، ولا نقصِر التبرُّع على المبالغ الكبيرة وحسب، ولكن لو بقرش نتبرع به؛ "فرُّب درهم سبق ألف درهم"، ولا ينبغي أن يقتصرَ دورُنا على التبرُّع فقط؛ ولكن أيضًا نحثُّ غيرنا على التبرع؛ فالدال على الخيرِ كفاعله.

ومعنويًّا:
على الدعاة بيان ضرورة إشعار إخواننا في فلسطين أنهم ليسوا وحدَهم في صراعِهم مع اليهود، وإنما نحن من خلفهم؛ ندعمهم بكلِّ ما نستطيع وما نملك من وسائلَ؛ لنكون داعمين لهم في جهادِهم الطويل والمرير مع الصهاينة.

ثالثًا: توريث الأبعاد الحقيقة للقضية:
وتوضيح ضرورة معرفةِ كافة أبعاد وحقائق القضية الفلسطينية لجميع الفئات، وبخاصةٍ الأطفال؛ حتى ينشئوا منذ نعومةِ أظافرهم على هذا الفهم، ولينموَ ويكبرَ معهم شعورُهم بحقِّهم في هذه الأرض المقدسة، وحتى لا تضيعَ هذه القضية في غياهبِ السنين كما يريد لها الصهاينة الغاصبون؛ فلا بد للقضية الفلسطينية أن تظلَّ حاضرةً في ذَهْنِ أبنائنا منذ الصغر حتى تُحرَّرَ الأرض بإذن الله أو يورثوها لأبنائهم.

وكذلك لن ننسى أن نربِّيَ أبناءَنا على معرفةِ التاريخ الدامي للصهاينة مع إخواننا في فلسطين، وتعريفهم بكلِّ جرائمهم البشعة قديمًا وحديثًا؛ حتى تعرفَ الأجيال مدى بشاعةِ وجرم اليهود عبر العصور المختلفة.

رابعًا: تشجيع الناس على البذل والتضحية:
سواءٌ بالمال أو الوقت أو الجهد، وبيان أن هذا هو أقل ما يمكن بذله لنصرة المجاهدين، وبيان فضل البذل والتضحية ونصرة المسلم، وحثهم على المشاركة الفاعلة في قوافل الإغاثة المتنوعة.

خامسًا: جعل المساجد مناراتٍ للعلم والمعرفة:
من خلال إقامة دروس ومعارض وحلقات علمٍ، واستغلال دُور المناسبات والجمعيات والمنتديات؛ لتُعرَض فيها صورٌ وأفلامٌ لما يحدث في غزة من مجازرَ وانتهاكاتٍ، وتنظيم ندوات جماهيرية للمناقشة حول ما ينبغي عمله والأدوار المتاحة لزيادة وعي الأمة بما يجري.


سادسًا: الإفادة من المنبر كوسيلة إعلام:
المنبر وسيلة إعلامية يجب الإفادة منها فإذا كان اليهود يسيطرون على الإعلام العالمي، ويسوِّقون لأهدافهم، ويبرِّرون جرائمهم، فنحن لسنا بأقلَّ منهم في ذلك؛ فعلينا الإفادة من كل وسائل الإعلام المتاحة لنا داخليًّا وخارجيًّا، وإن صعُبت علينا الإفادة من وسائل الإعلام الخارجية بالصورة المطلوبة، فلا أقل من أن نتعاملَ بجدية مع المنابر وحِلَق المساجد على أنها إحدى أهم وسائل الإعلام الجماهيري، وعدم إغفال دورها المهم في تكوين الرأي العام، وبيان مشروعية المقاومة وإظهار الدور المطلوب منا كمسلمين، وتوضيح وسائل دعم القضية الفلسطينية بكلِّ ما هو متاح.

وهناك دورٌ إعلاميٌّ لا يمكن إغفالُه كذلك، وهو أن يتحوَّلَ كل فردٍ إلى وسيلةٍ إعلاميةٍ، يعرض آخرَ التطورات والمستجدات للقضية أمام عموم الناس، ويبيِّن لهم حقيقةَ الأمور، وينشر آراءَ المجاهدين الفلسطينيين التي يسمعها أو يراها في مختلف وسائل الإعلام.

ولعل من الدور الإعلامي المهم للمنبر كشف خداع المصطلحات والأسماء، وتوضيح معانيها الصحيحة في أذهان الناس وفي حديثهم، وتوضيح أن الجهاد ومقاومة المحتل ليس إرهابًا، والعمليات الاستشهادية ليست انتحارًا.

سابعًا: غرس قيم الجدية والإيجابية في النفوس:
وذلك ببيان أن القضيةَ الفلسطينيةَ هي القضية الإستراتجية والمحورية لكلِّ مسلمٍ غيورٍ محبٍّ لدينِه، ولا بد لكلٍّ منَّا أن يبحثَ عن دورٍ خاصٍّ له ينصر به فلسطين في حدود إمكاناتِه الشخصية والفردية؛ حتى يُعذر إلى الله عزَّ وجل، فالمسئولية فردية، ولا بد أن نفرغ وسعنا- كلٌّ على قدر طاقته- حتى تكونَ القضية شاغلةً فكرَنا، ولتبين مدى ما تمثِّله القضية من خريطةِ اهتماماتِنا الشخصية.

وبيان أنه مهما بذلنا وضحينا وبذلنا من جهد فلن يساويَ ليلةً واحدةً يعيشها أطفال فلسطين تحت الذلِّ والهوانِ والحصارِ وانعدام أبسط وسائل الحياة، ومع ذلك يقاومون ويجاهدون ويبذلون ويضحون.

ثامنًا: توضيح أهمية وخطورة القضية:

فلا بد أن نوضح لعموم الناس وبكل أطيافهم وميولهم أن المقاومين في غزة خطرٍ بالغٍ، وأنها هي البداية لاستكمال أسطورة "إسرائيل" الكبرى، وأن الصهاينة لم ولن يكونوا في يومٍ من الأيامِ دعاةَ سلامٍ وأمان، وفي التاريخ من الأحداث والعبر ما يؤكد هذا منذ قَتْلِهِمُ الأنبياءَ قديمًا وحتى الأطفال والمرضى حديثًا.

وكذلك ضرورة توضيح البعد الديني للصراع، وأنه ليس قوميًّا أو وطنيًّا فحسب، ولكنه في المقام الأول صراع ديني وضرورة بيان الأبعاد التاريخية للقضية، وفضح الجرائم والفظائع والمذابح التي ارتكبها الصهاينة عبر تاريخهم.

ولنوضح إنهم دائمًا متعطشون للدماء (فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعًا, بَقَرًا وَغَنَمًا, جَمَلاً وَحِمَارًا(8) وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيًّا, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ (9) وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا (10) وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: (11) "نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي". (صموئيل الأول 15: 3- 11).وفي نصٍّ آخر أكثر وضوحًا للعقيدة الفاسدة نجد فيه: وقال موسى يا رب! لماذا خلقت شعبًا سوى شعبك المختار؟! فقال: لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم. (سفر المكابيين الثاني، 15: 34).


تاسعًا: نشر ثقافة مقاومة المحتل:
وبيان مشروعيتها في جميع الأوساط والدوائر التي يتعامل معها الداعية وإبراز النماذج المشرقة من المجاهدين والمقاوِمين عبر العصور، وبيان دور التيار الإسلامي في هذا الجانب وتضحيتهم فيه.

وإبراز دور المجاهدين الفلسطينيين العُزَّل في مقاومة المحتل بأقل الإمكانات، وتسلحهم بالإيمان قبل كل شيء، ولعل هذا هو سبب تضحية الآباء بأبنائهم في سبيل الله وإبراز دور هؤلاء الآباء ودور الأطفال كذلك في مواجهة هذا الحصار الخانق بكل رجولة.

عاشرًا: تأكيد أهمية التربية الإيمانية:
وتربية النفس على الالتزام بالطاعات والعبادات والآداب الإسلامية، وبيان أن الخللَ يأتي من داخلِنا قبل أن يأتيَ من خارجنا، وتوضيح تنوُّع أشكال الجهاد وتعددها، وأنه لا يقتصر على دور واحد وألا نستصغرَ دورَنا، وتفعيل أسلحة الدعاء وقيام الليل بين أبناء الأمة.

وتربية الأمة على التخلص من كل أسبابِ الضعف التي تعيق التقدم لمقاومة الأعداء: مثل ضعف الإرادة، كالهم والحزن، وضعف الإنتاج بالعجز والكسل، وضعف القلب بالجبن والبخل، وضعف العزة والكرامة بالدَّين والقهر، فكان من دعاء النبي- صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".

حادي عشر: إعادة ثقة الأمة بنفسها فرديًّا وجماعيًّا:
وبقدرتها على مواجهة شتى أنواع الخطوب والتحديات مهما عظمت، ومقاومة روح الانهزامية والإحباط التي قد تسود في فترةٍ من الفترات نتيجةً لعلو شأن الأعداء، فعلى الدعاة التركيز على بثِّ هذه الروح لكي لا يفتتن الناس أو يخوروا بقوة العدو، وأن يثقوا بنصر الله إذا حققوا موجباته، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(111)﴾ (التوبة)، وقال سبحانه: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47)، وقال:﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ (يوسف: من الآية 109).

وقال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(21)﴾ (المجادلة)، يقول الشهيد سيد قطب في تفسير هذه الآية: "والمؤمن يتعامل مع وعد الله على أنه الحقيقة الواقعة، فإذا كان الواقع الصغير في جيلٍ محدودٍ أو في رقعةٍ محدودةٍ يخالف تلك الحقيقة، فهذا الواقع هو الباطل الزائل.. فلا يخالج المؤمن شكٌّ في أن وعد الله هو الحقيقة الكائنة التي لا بد أن تظهرَ في الوجود، وأن الذين يُحَادُّونَ الله ورسوله هم الأذلُّون، وأن الله ورسله هم الغالبون، وأن هذا هو الكائن الذي لا بد أن يكون، ولتكن الظواهر غير هذا ما تكون".

فعلى هذه المعاني لا بد أن يربِّيَ الدعاةُ الأمةَ وأن يغرسوا فيها الأملَ بنصرِه سبحانه والثقةَ التامةَ بمعيتِه للمجاهدين المخلصين في سبيله؛ حتى لا تنخرَ في جسد الأمة روحُ الذل والهوان والتراخي والركون إلى حياةِ الدعة والتراخي والتهاون.

فنحن كمسلمين أولاً وكملتزمين بدين الله ثانيًا أقوى من كل قُوى الباطل في الأرض بديننا وإيماننا بالله وبعقيدتنا وقرآننا وأخلاقنا وبثقتنا بنصر الله إذا نحن نصرناه حقَّ النصر في ذوات نفوسنا وواقعِ الحياة.

ثاني عشر: تفعيل سلاح المقاطعة:
وذلك بالحديث المستمر عن ضرورة مقاطعة بضائع الأعداء الصهاينة ومَن عاونهم، وأننا نتعبَّد لله سبحانه وتعالى بهذه المقاطعة وعدم استصغار حجم المقاطعة مهما قلَّ.

فعلى دعاة الأمة أن يتبوءوا مكانتَهم الرائدةَ، وألا يتخلَّوْا عنها، وأن يقودوا الأمةَ في معركتها، وأن ينصروا إخوانهم قولاً وعملاً وتوجيهًا، وأن يعطوا من أنفسهم القدوةَ والمثلَ والتضحيةَ الواجبةَ تجاه دينِهم ليعذروا إلى ربهم، وينالوا رضاه وليكونوا حلقةً في السلسلةِ المضيئةِ لدعاة الأمة الأفذاذ.

ليست هناك تعليقات: